بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين
فى هذه الليلة فى شئ عن تاريخ الكنيسة، وهو :
مشاهير الأباء فى العصور الأولى،
( حامى الايمان ) القديس أثناسيوس الرسولى
القدّيس غريغوريوس الكبير
مشاهير الأباء فى العصور الأولى منهم الأباء الرسل ، ومنهم الآباء الرسوليون أى تلاميذ الرسل، وبيسموهم أبوسطوليكوس ، ومنهم أيضاً الشهداء الأول فى المسيحية ، ومنهم الأباء رؤساء الكنائس الأولى فى المسيحية ، ومنهم الشهداء ومشاهير الشهداء فى العصور الأولى والشهيدات ، ومنهم الآباء رؤساء الرهبنة و الرهبان الكبار والراهبات والسواح ، وقد تحدثنا عن هؤلاء وأولئك ، ومنهم أيضاً أبطال الإيمان ، وبودى أن أكلمكم فى هذه الليلة عن أبطال الإيمان، أبطال الإيمان هم الذين تعقبوا البدع والهرطقات وحاربوها بقوة وبإقناع ووضعوا كتباً فيها ، لعل فى مقدمة هؤلاء القديس أثناسيوس الرسولى الذى حارب الهرطقة الأريوسية أثبت لاهوت السيد المسيح ورد على الفهم الخاطئ للآيات كما فهمه الأريوسيون، ووضع كتابه المشهور "كونترا أريانوس" أى ضد الأريوسيين . في أربع كتب ، من مشاهير الأباء أيضاً فى الرد على الأريوسية القديس إيلارى أسقف بواتييه فى روما ، ومن شهرته لقبوه بأثناسيوس الغرب، ووضع كتابه عن الثالوث ، ومن الذين حاربوا الأريوسية أيضاً القديس أمبروسيوس أسقف ميلان ، ميلان اللى هى ميلانو حالياً ووضع كتابه المشهور "عن الإيمان" ومن أشهر الذين دافعوا عن الإيمان ضد الأريوسية الأباء الكباودكيون يعنى الذين كانوا من إيبارشية قيصرية كبادوكية ومنهم القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية ، ومنهم القديس غريغوريوس أسقف نيصص أخو القديس باسيلويس ومنهم أيضاً القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات أو غريغوريوس الثيؤولوغوس فى محاضراته الخمسة التى أخذ بها لقب الناطق بالإلهيات ومنهم أيضا القديس كيرلس رئيس أساقفة أورشليم الذى وضع كتاباً عن التعاليم التى تلقى على المقبلين للمعمودية وشرح فيها قانون الإيمان ، وطبعاً قانون الإيمان النيقى اللى صدر من مجمع نيقية كان قد وضع نصوصه القديس أثناسيوس الرسولى ، نقطة نقطة، ورد على أريوس فى المجمع ، ومع أنه كان شماساً فى ذلك الحين إلا أنه كان أقدر المجتمعين فى إثبات الإيمان السليم وفى الرد على المزاعم الأريوسية ، من أبطال الإيمان أيضاً الذين دافعوا عن لاهوت المسيح كثير من رؤساء الكنائس الأول وبعض الأباء المشهورين فى الشرق والغرب ثم بعد ذلك موضوع الهرطقة النسطورية وكان بطل الإيمان فى الرد على نسطور هو القديس كيرلس الكبير الذى أصدر حروماته الإثنى عشر ، وهو أيضاً الذى رأس مجمع أفسس المسكونى الثالث ، هذا المجمع الذى حكم بحرمان نسطور وهرطقاته وأعطانا فكرة عن لقب والدة الإله 0eotokoc للسيدة العذراء هذا اللقب كان قد استخدمه أيضاً القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس من قبل ، بعد ذلك فى إنقسام الكنيسة سنة 451 ومسألة الطبيعة والطبيعتين ، لابد أن نضع فى قمة أبطال الإيمان القديس ديسقورس بابا الإسكندرية الخامس والعشرين ومن الكنيسة السريانية لابد أن نضع اسمين من كبار أبطال الإيمان هما القديس ساويرس الإنطاكى الذى اضطهد من جستنيان وجاء إلى مصر سنة 516 وقضى فيها 28 سنة وأيضاً القديس يعقوب البرادعى، برضة بطريرك إنطاكية الذى بلغ من شهرته فى الدفاع عن الإيمان إن أصحاب الطبيعة الواحدة تسموا باليعاقبة نسبة إلى يعقوب البرادعى ، لدرجة حتى مجموعة باترولوجيا أورينتالس لما أصدرت السنكسار بتاعنا مترجم إلى الفرنسية ، أصدرته باسم السنكسار اليعقوبى نسبة إلى اليعاقبة ، من خلال هؤلاء وألئك نرى قديسين ظهروا أيضاً بس بدرجة أقل من الكبار هؤلاء ، لكنهم كانوا كبار فى التاريخ ، يعنى مثلاً القديس ثيؤدوسيوس البطريرك بعد مجمع نيقية فى مصر كان له شهرة كبيرة جداً فى الدفاع عن الإيمان مسألة الطبيعة والطبيعتين ، لدرجة إسمه أطلق على أصحاب الطبيعة الواحدة وسموهم الثيؤودوسيين فى ذلك الوقت، فيه أبطال إيمان أيضاً تحملوا من أجل الإيمان وإن كانوا لم يكتبوا مثل بعض الأباء رهبان برية شيهيت ، ومثل القديس صموئيل المعترف الذى فقأت إحدى عينيه فى اضطهاده من أجل الطبيعة الواحدة.
بعد كده فيه أبطال الإيمان الشهداء الذين استشهدوا من أجل الإيمان السليم لكن ممكن أن نضع فى مشاهير الأباء ، الأباء الذين اشتهروا فى تفسير الكتاب المقدس ، من ضمنهم القديس أغسطينوس الذى لم يكتفى فقط بأنه فسر الكتاب المقدس وإنما أيضاً فى الدفاع عن الإيمان والعقيدة كتب كتباً كثيرة ضد البلاجيين أصحاب بدعة بلاجيوس وفى مجموعة أباء نيقية وما بعد نيقية نجد مجلد كامل تحت عنوان ضد البلاجيين للقديس أغسطينوس وأيضاً دافع عن الإيمان ضد المونتانيين ، دول مجموعة تزعمها فى وقت من الأوقات ترتليانوس ، لذلك ترتليانوس ليس من قديسى الكنيسة بل من المبتدعين ، والقديس جيروم فى كتابه عن مشاهير الكنيسة قال إن ترتليانوس ليس من الكنيسة لكنه من كبار آباء اللاتين فى القرون الأولى ، يعنى إن كان من أشهر الذين كتبوا باليونانية أوريجانوس ، يبقى من أشهر الذين كتبوا باللاتينية ترتليانوس. القديس أغسطينوس أيضاً كتب ضد بدعة مانى ، القديس إيريناوس كتب ضد جميع الهرطقات اللى كانت فى العصور الأولى بالنسبة إليه.
من الأباء المفسرين ، من أشهر المفسرين القديس يوحنا ذهبى الفم ، كتب تفسيراً لإنجيل متى ، وتفسيراً لإنجيل يوحنا ، وكتب تفاسير لرسائل بولس الأربعة عشر وأعمال الرسل ، القديس أغسطينوس كتب تفسيراً لرسالة يوحنا الأولى وكتب تفسيراً للعظة على الجبل ، وله تفسيرات فى موضوعات عديدة فى الأناجيل .
من أشهر المفسرين أيضاً القديس جيروم ، يكاد يكون قد فسر غالبية أسفار الكتاب المقدس و البعض نشر تفسير مختصر لجيروم للكتاب المقدس كله.
من أشهر المفسرين أيضاً القديس كيرلس الكبير ، البطريرك الإسكندرى الرابع والعشرون ، ونشر له تفسيره لإنجيل لوقا وكتب تفسير أيضاً لإنجيل يوحنا ، وكتب تفاسير كثيرة لم تنشر ، يعنى الناس اللى نشروا أقوال أباء نيقية وما بعد نيقية تجاهلوا أقوال كيرلس الكبير فيما نشروه من كتب ، يعنى هم طلعوا 34 مجلد 12 لأباء نيقية وما بعد نيقية بوجه عام و12 ليوحنا ذهبى الفم وأغسطينوس و10 لما قبل نيقية لكن فى كل هذا لم يرد كيرلس الكبير ولكن عوضاً عن ذلك وجدت بعض تفاسير للقديس كيرلس الكبير فى مجموعة مصادر المسيحية وجدت له بعض التفاسير فيها .
القديس باسيليوس الكبير يعتبر من الأباء اللى فسروا فى الكتاب المقدس وتميز بالتفسير الحرفى ، القديس أغسطينوس وأوريجانوس تميزا بالتفسير الرمزى ، يعنى فيه مدرستين فى التفسير ، التفسير الرمزى والتفسير الحرفى ، أوريجانوس فسر كثيراً من الكتب المقدسة ، له تفسير مشهور لنشيد الأناشيد ، وله تفسير مشهور للصلاة الربية وتنسب إليه أيضاً تفاسير لأسفار موسى الخمسة نشرتها مجموعة مصادر المسيحية برضه، العجيب إن كثير من الأباء فسروا أو وضعوا كتباً فى تفسير الأيام الستة تحتى عنوان "الأيام الستة" من ضمنهم باسيليوس الكبير ويوحنا ذهبى الفم، ولكن تأثروا بالفلسفة اليونانية فى ذلك الحين ، والكلام عن العناصر الأربعة ، اللى هى الماء والهواء والنار والتراب وأنها المواد الأصيلة اللى اتعمل منها الكون يعنى، يا ريت البعض يتتبع إيه أشهر الأباء فى التفسير .
القديس غريغوريوس أسقف نيصص أصدر كتاباً عن التطويبات ، مجرد التطويبات، لكن فيه بقى العنصر الخطابى ، والمبالغات اللفظية ، هو فى الحقيقة الذى يريد أن يقرأ بعض تفاسير الأباء يحتاج إلى شئ من الصبر لكى يستخلص ما يريده ، كثير من الأباء كانوا يدرسون الخطابة قبل أن يدرسوا اللاهوت
يوحنا ذهبى الفم فى تفسيره للأناجيل يخلط التفاسير بالوعظ ، يعنى مثلاً ييجى يفسر سلسلة الأنساب ، فيقعد يقول لماذا فى سلسلة الأنساب ذكرت أسماء النسوة الخاطئات زى ثامار وبتشبع مثلاً وإمرأة غريبة الخ ، ربنا أراد أن يشرح لنا إن طبيعتنا كانت طبيعة فاسدة فى العهد القديم والسيد المسيح فى سلسلة أنسابه لم يفتخر بأباء قديسين كإبراهيم وإسحق ويعقوب وغيره بس ، وإنما أورد أسماء الخاطئات وخرج من هذا بدرس عن التواضع لا علاقة لها بالتفسير ما هو خلط الوعظ بالتفسير فى كل ما تقرأة لذهبى الفم عن التفاسير تجد إنه يخرج منها إلى عظة مالهاش دعوة بالتفسير يعنى ياخد نقطة ويسرح فيها .
كيرلس الكبير يخلط التفسير باللاهوتيات ، غريغوريوس أسقف نيصص يخلط التفسير بالخطابة وألفاظ الأدب الخ
مشاهير الأباء هم زى ما قلنا أبطال الإيمان والأباء المفسرون وكثيرون أيضاً كتبوا فى موضوعات عقائدية عديدة جداً ، القديس إكليمنضس الإسكندرى من آباء مدرسة الإسكندرية ألف كتاباً مشهوراً من أشهر كتبه اسمه "المعلومات" تكلم عن مسائل اجتماعية عديدة جداً ، حتى دخل فى العادات الاجتماعية والملابس والموائد والحفلات ولكن من أشهر كتبه أيضاً كتاب عن الغنى الذى يخلص، على اعتبار أن السيد المسيح قال ما أصعب دخول الأغنياء إلى ملكوت الله ، فهو اتكلم عن الغنى الذى يخلص ، كتاب.
هناك أباء أيضاً مشهورون بالقوانين الكنسية ، برضه من مشاهير الأباء، لعل من أمثلتهم القديس تيموثاوس الأسكندرى ، بطريرك الإسكندرية الثانى والعشرون الذى لما ذهب إلى القسطنطينية لكى يحضر مجمع القسطنطينية المسكونى المجمع المسكونى الثانى سألوه أسئلة فأجاب بالقوانين الآتية ، ده الكلام اللى اتنشر فى الجزء الرابع عشر من مجموعة أباء نيقية وما بعد نيقية الخاص بالقوانين ، قال سألوه أسئلة فأجاب بالقوانين الآتية. السؤال الأول الإجابة بالقانون الأول ، السؤال الثانى الإجابة بالقانون الثانى وأصبحت كل إجاباته قوانين كنسية يعترف بها فى الكنائس التقليدية ، يعنى الأرثوذكس والكاثوليك
أيضاً البابا ثاؤفيلس له قوانين والبابا بطرس خاتم الشهداء له قوانين والبابا أثناسيوس الرسولى له قوانين ، دول أباء كبار من آباء الكنيسة لهم قوانين تلاقوا مجموعة كبيرة من دة موجودة فى الجزء الرابع عشر من مجموعة أباء نيقية وما بعد نيقية .
فيه أباء كتبوا قوانين للرهبن من أشهرهم القديس باخوميوس الكبير ، وقوانينه أخذتها الرهبة البندكتية وعاشت بها ، والقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين له قوانين رهبنة أيضاً ، لكن فيه تعاليم رهبانية مش قوانين رهبانية اللى هى وجدت فى بستان الرهبان زى كتابات أنبا إشعياء المتوحد والقديس أثناسيوس والقديس يوحنا الأسيوطى ، المحاضرة دى فيها أسماء كثيرة جداً مش عارف هتحفظوها إزاى ، لكن أرجو كل أسبوع تحفظوا شوية لغاية لما نيجى لآخر السنة تكونوا حفظتوها كلها، نكتفى بكده اتفضلوا نصلى.
أمين الليلويا………