بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين
قلت لكم من ضمن الحاجات اللى عايزين ندرسها، ندرس تاريخ :
البدع والهرطقات
التى قامت فى العصور الأولى، من أول البدع التى قامت هى بدع المتهودين الذين أرادوا تهويد المسيحية، ودخلوا فى المسيحية واشتهوا فى داخلهم الطقوس اليهودية والتعاليم اليهودية.
ده لأنهم أصروا على أن يحافظوا على الناموس الموسوى من جهة السبت ومن جهة الختان، واعتبروا أن الأمم الذين لم يختتنوا يبقوا نجسين، اشترطوا هذا الأمر، حركة التهود فى المسيحية، وهذه الحركة حاربها القديس بولس الرسول بكل قوة، وفى رسالته إلى كولوسى 2 : 16 - 17 قال لا يحكم عليكم فى أكل ولا شرب ولا من جهة هلال أو سبت … الخ التى هى ظل الأمور العتيدة، يعنى الرموز فى القديم مما يأتى فى العهد الجديد، وأيضاً وبخ أهل غلاطية من جهة هذا الأمر وقال لهم : "أبعد أن بدأتم بالروح تكملون بالجسد؟ وقالهم أيها الغلاطيون الأغبياء، واتكلم عن الموضوع ده كتير فى الرسالة إلى رومية، بل إنه أيضاً وبخ بطرس الرسول فى غلاطية إصحاح 2 ، وقاله : "إذا كنت وأنت يهودى تسلك كالأمم ، فلماذا تطلب من الأمم أن يتهودوا ، لذلك هؤلاء الناس كانوا ضد القديس بولس الرسول، والمتشددون منهم لم يكترسوا برسائل بولس الرسول، ولا به كرسول، المعتدلين وافقوا أنهم يعتبروه رسول لكن ما بيوافقوش على رسائله، هؤلاء المتهودين سموهم فى التاريخ ، الأبيونيين ، وكلمة الأبيونيين يعنى فقراء أو مساكين، اعتبروهم فقراء ومساكين فى تفكيرهم واتجاهاتهم ، وأصبحت الأبيونية هى هرطقة هؤلاء المتهودين، أصروا على ناموس موسى ، ولو أنهم أصروا على الختان والسبت كانت المسألة تبقى سهلة، ولكنهم دخلوا فى هرطقات خاصة بالسيد المسيح نفسه، فقالوا أن السيد المسيح لم يولد من عذراء، وولد ولادة طبيعية من مريم ويوسف ، واعتبروا الآية اللى جت فى أشعياء 7 هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، وان الترجمة بدل كلمة عذراء يقولوا فتاة، طبعاً ده وضع يهودى، لكن مع ذلك اعتبروا أن السيد المسيح هو المسيا المنتظر ولكن على الرغم من اعتقادهم أنه هو المسيا لم يعتبروه إلهاً فأنكروا لاهوته وأيضاً أنكروا وجود سابق له قبل التجسد، يعنى كأن بداءة حياته من التجسد وطبعاً دى ضد لاهوته ، هؤلاء تكلم عنهم يوسابيوس فى تاريخه المعروف وتكلم عنهم القديس يوستينوس الذى عاش فى القرن الثانى، والقديس إيرناوس الذى عاش فى القرن الثانى وتنيح فى أوائل القرن الثالث، وتحدث عنهم القديس جيروم اللى عاش فى أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس، وقال عنهم لا هوم يهود ولا هم مسيحيون ولا خلاص لهم، طبعاً مش هم يهود لأنهم يؤمنوا بالمسيح، وبتعاليمه ومعجزاته، ولا هم مسيحيون لأنهم لا يؤمنون بلاهوت المسيح ولا بولادته من عذراء ، غير أن هؤلاء المتهودين كان بعضهم معتدل وبعضهم متطرف، لكنهم المعتدلين والمتطرفين أنكروا رسائل بولس وأنكروا لاهوت المسيح وأنكروا وجوده السابق قبل التجسد، والكنيسة بمضى الوقت حكمت بقطعهم من الشركة الكنسية، ذكرهم أيضاً أوريجانوس فى كتابه الرد على كينسوس ، يا ريت تقروا الكتاب ده ، ده ترجم إلى اللغة العربية وطبع.
مجموعة تانية من المبتدعين هم النيقولاويون ، دول ورد اسمهم فى رسائل السيد المسيح التى سلمها للقديس يوحنا الرسول فى الإصحاح الثانى من سفر الرؤيا فى رسالته إلى ملاك كنيسة أفسس ، وإلى ملاك كنيسة برغامس ، وقال تعاليم النيقولاويين الذى أبغضه، وقاله أنت تبغض النيقولاويين أيضاً، العجيب فى هؤلاء النيقولاويين أنهم ينتسبون إلى نيقولاوس أحد الشمامسة السبعة الذى قيل عنهم أنهم ممتلؤون من الروح القدس والحكمة، مش عارف جرى له إيه فى عقله، هاقول لكم جرى له إيه فى عقله، توجد قصتان أقربهما إلى العقل أنه كان متزوجاً امرأة جميلة جداً ، المرأة الجميلة جداً كان هو بيغار عليها ، فالرسل وبخوه على الغيرة الزائدة ، فإحدى القصص بتقول إنه جابها وقال اللى عايز ياخدها ياخدها ويتجوزها ما عنديش مانع، أنا الحكاية دى متدخلش دماغى ، يعنى هيطلق وتمر كده؟! لكن قصة تانية بتقول إن هو بعدم ما بدأ العصر المسيحى، وبدأ الكلام عن العفة والحاجات دى يعنى إنه قال لزوجته ما نعشى كأزواج ونفترق عن الحياة الزوجية وممارستها وفعلاً عملوا جداً وبعد مدة لم يستطع أن يحتمل ورجع تانى وعشان يبرر موقفه يعنى لخبط من ناحية العفة ونادوا بمعاشرة النساء خارج نطاق الأزواج حتى الزوجية وعاش هو وأتباعه فى حياة الفسق ولذلك اعتبر مرتداً.
الرأى اللى أخف من كده، الذى يقوله القديس كليمنضس السكندرى إن أتباع نيقولاوس هم اللى مشيوا فى الغلط ده، نيقولاوس نفسه لم يعاشر إمرأة غير زوجته، كان أولاده عفيفين وبناته بتوليات بس أنصاره هم اللى كانوا وحشين وحاول القديس كليمنضس أن يبرر هذا الأمر بأن على لسان السيد المسيح لم يذكر نيقولاس وإنما النيقولاويين ، فى كلامه إلى ملاك كنيسة أفسس، عندك هذا أنك تبغض أعمال النيقولاويين التى أبغضها أنا أيضاً، مقالش نيقولاوس ، فى كلامه إلى ملاك كنيسة برغامس، إصحاح 2 عندك أنت أيضاً قوم متمسكين بأعمال النيقولاويين الذى أبغضه فقالوا أنصاره هم اللى مشيوا غلط بالشكل ده لكن هو لأ سواء كان هو وحده أو هو وأنصاره أو أنصاره لوحديهم ، فتعاليم النيقولاويين كانت تعاليم خاطئة من جهة العفة ، كما أنهم أباحوا ما ذبح للأوثان وذكرهم القديس إبيفانيوس والقديس إيريناوس والقديس جيروم، والقديس اكليمنضس ويوسابيوس المؤرخ ، دول الاتنين دول ممن يذكرون فى الكتاب المقدس سواء بالعلم أو دمجاً، من المبتدعين الأوائل برضه، أبوليناريوس، ده عاش فى القرن الرابع وكان أسقفاً للاوكية فى النصف الثانى من القرن الرابع وعاشر قديسين كبار مثل القديس أثناسيوس الرسولى الذى تنيح سنة 373 وعاشر القديس غريغوريوس النيازينزى وقديسى القرن الرابع وأثناسيوس كتب ضده وبرضه القديس غريغوريوس النيازينزى الناطق بالإلهيات كتب ضده أيضاً ، مات سنة 392 ، حكم عليه فى مجمع القسطنطينية سنة 381 وحكم عليه فى الإسكندرية سنة 362 بواسطة أثناسيوس ، حكم عليه فى روما فى حياة أثناسيوس برضه، ده بقى يعنى ، كان من المدافعين عن الإيمان السليم ضد الأريوسية، وفيما يهاجم الأريوسية وقع فى بدعة، يذكرنا أيضاً بأوطاخى فيما يدافع عن الإيمان السليم ضد النسطورية وقع فى البدعة الأوطاخية ودى تورينا برضه إن ما يصحش حد يتعرض للإيمان إلا من الواثقفين بالفكر السليم وبالإيمان السليم ، لئلا فيما واحد يدافع ضد بدعة يقع فى بدعة ، جت البدعة منين؟ الأريوسيون كانوا ضد لاهوت المسيح ، مش بس كانوا ضد لاهوت المسيح ، يعنى مش إله وليس مساوياً للآب فى الجوهر ، وإنما أيضاً قالوا إن كانت له إرادة حرة ممكن تمشى فى الخير وممكن تمشى فى الشر، طبعاً هم مش ماسكين عليه شر، لكن نظرياً يقولك له إرادة حرة ممكن تمشى فى الخير أو الشر، فجه أبوليناريوس عشان يهاجمهم فى النقطة دى قال إن الإرادة الحرة دى من النفس العاقلة الحرة البشرية اللى بتختار الطريق ده أو ده فقالهم لأ، المسيح ما كنش ليه نفس بشرية حرة، ممكن يحيا بصفته اللوغوس بصفته الكلمة بصفته الأقنوم الثانى يحيا بالروح القدس اللى فيه، وأنكر النفس البشرية فى السيد المسيح، ولما أنكر النفس البشرية فى السيد المسيح الكنيسة حرمته، طبعاً كلموه وبعتوا له رسائل ولم يسمع، لأن لو كان المسيح ليست له نفس بشرية لا يكون له ناسوت كامل ويبقى لم يأخذ طبيعتنا الكاملة وإنما جزء منها على رأى القديس غريغوريس النيازينزى الناطق بالإلهيات قال هو بياخد نص الطبيعة البشرية ويسيب النفس ويخليه فى الجسد ، طب ما هو ممكن الجسد بطريقته هو ممكن يكون سبب خطأ يبقى هو ما جبش نتيجة فى دفاعه عن الإيمان، العجيبة إن هو ، يعنى شوفوا الهراطقة من العجب إنهم ممكن أن يحاولوا إثبات هرطقاتهم بآيات، إيه هى؟ يقولك فى يو1 : 14، والكلمة صار جسداً، مجبش سيرة النفس، وفى 1تى 3: 16، عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد، لكن فى الحقيقة وكما قال القديس غريغوريوس ، أن كلمة جسد هنا بتعنى الإنسان كله يعنى ساعات الإنسان كله يعبر عنه بكلمة نفس ويعبر عنه بكلمة جسد ، الجزء من كل ، زى ما نقول إن الذين خلصوا من الطوفان ثمانية أنفس بالإيمان، هم مش بس أنفس هم ثمانية أشخاص الشخص أطلق عليه كلمة نفس كذلك كلمة جسد زى ما المسيح بيقول : "لو لم يقصر الله تلك الأيام لم يخلص جسد" ده هو شخص بحاله بس أطلق عليه كلمة جسد ، لكم مش معقول المسيح لم يأخذ من طبيعتنا إلا الجسد فقط ، ما يبقاش ابن الإنسان له الطبيعة الكاملة، نكتفى بدول ونكمل بعدين
أمين الليلويا……