قصة شفاء ابن ملك الافرنج
اخيروا عن القديس انطونيوس ان مبك الافرنج كان له ولد ، وكان وارثا للملك بعده ، فلحقه جنون وصرع . فجمع كل علماء بلاده فلم يقدر واحد ان يعينه او يشفيه .
ثم اتضل به خبر القديس انطونيوس الصعيدى ، فأرسل اليه رسله بهدايا جليله ، ولما وصلوا اليه لم
يشأ ان يقبل شيئا من الهدايا او يفرح بالسمعه ، وكان يكلمهم بترجمان .
وقال لتلميذه : بماذا تشير على ياابنى ؟ هل اذهب ام ابقى ؟ قال له ياأبى ان جلست انت انطونيوس ، وان ذهبت فأنت انطونه وكان التلميذ يحيه ولا يشتهى ان يسفارقه . فقال له القديس :
وانا اريد ان اكون انطونه .
وفى تلك الليله عمل صلاه فى الديروسار الى بلاد الافرنج وحملته سحابه بقوه الرب يسوع المسيح
ودخل الى مدينة الملك وجلس على باب دار الوزير كمثل راهب غريب . ولما عبر وزير الملك وكان الليل قد حل ، امره الوزير بالدخول الى منزله. وبينما هم على المائده واذا بخنزيره فى بيت الوزير كان لها صغار عمياء واحداها اعرج احضر لها والقاها بين يدى القديس الذى خاطب الوزير قاىئ :
لئلا تظن ان الملك فقط يريد شفاء ابنه ! ثم ثم صلب على اولاد الخنزيره ، وبصق على اعين العميلن منها وابلرأها . فدهش القوم جدا وصاروا كأنهم اموات ، ووصل الخبر الى الملك فأحضره
للوقت وابرأ ابنه قال : ايها الملك بلغنى انك ارسلت الى انطونه المصرى وانفقت مالك واتبعت راسلك ولاجل هذا انقذنى الله اليك . ثم ودعه وانصرف الى ديره .
وفى اليوم الثانى تقابل معه رسل الملك وطلبوا منه الذهاب معهم لشفاء ابن الملك . فقال لهم
" اسبقونى وانا احضر خلفكم . فرجعوا والثقين بكلامه ، وقاسوا فى عودتهم شدائد كثيره من تعب
البحر وهول السفر . وعندما وصلهم سيمعوا بشفاء ابن الملك وان قديسا أخر قد ابرأه . وهكذاقصد القديس انطونيوس ان ينفى عن نفسه الفخر والعظمه . فتعجب الرسل جدا كيف حضر القديس
من بلاده الى بلادهم فى ليله واحده وتكلم بلسانهم . وفى اليوم الثانى كان عندهم . فمجدوا الله كثيرا
من سيرة حياته الرهبانيه وقوانين نسكه
أ)شركته مع السمائيين :
جاء بعض الاخوه يسألونه عن سفر اللاويين فاتجه الشيخ على الفور الى الصحراء . اما انبا أمون الذى كان يعرفه عادته فتبعه سرا . وعندما وصل الشيخ الى مسافه بعيده رفع صوته قائلا :" اللهم ارسل الى موسى يفسر لر معنى الايه" وفى الحال سمع صوت يتحدث اليه . قال انبا امون انه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام .
( ب ) الكشف الروحى :
لما حضر انبا ايلريون من سوريه الى جبل انبا انطونيوس قال له انبا انطونيوس : "هل حضرت ايها النجم المنير المشرق فى الصباح ؟" اجابه الانبا ايلاريون " سلام لك ياعمود تانور حامى الخليقه " .
+ كانت طلعته مضيئه بنور الروح القدس تنم عن نعمه عظيمه وعجيبه . كان متميزا فى رصانة اخلاقه وطهارة نفسه وكان يسنطيع ان يرى ما يحدث على مسافه بعيده .
فقد حدث مره بينما كان القديس جالسا على الجبل تطلع الى فوق فرأى فى الهواء روح المبارك امون راهب نيتريا محموله الى السماء بأيدى الملائكه وهناك فرح عظيم .
وكانت المسافه من نيتيريا الى الجبل الذى يعيش فيه انطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوما ولما رلأى رفقاء انطونيوس النه منذهل سألوه ليعرفوا السبب فأعلمهم ان امون مات توا فسجلوا يو
وفاته ولما وصل الاخوه من نيتيريا بعد ثلاثين يوما سألوهم فعلموا ان امون قد رقد فى اليوم والساعه التى رأى فيها الشيخ روحه محموله الى فوق . فتعجب هءلاء وغيرهم من طهارة نفس انطونيوس وكيف انه علم فى الحال ما حدث على مسافه سفر ثلاثة عشر يوما وانه رأى الروح صاعده .( ج ) افرازه :
+ قيل ان شيوخا قاصدين الذهاب الى الانبا انطونيوس ، فضلوا الطريق واذ انقطع رجائهم ، جلسوا من شدة التعب ، واذا بشاب يخرج اليهم من صدر البريه ، واتفق وقتئذ ان كانت حمير وحش ترعى ،
فأشارليها الشاب بيده ، فأقبلت نحوه ، فأمرها قائلا " احملوا هؤلاء الى حيث يقيم انطونيوس "
فأطاعت حمير الوحش امره ، فلما وصلوا اخبروا انطونيوس بكل ما كان ، اما هو فقال لهم " هذا الراهب يشبه مركبا مملوءا من خير ، لكنى لست اعلم ان كان يصل الى الميناء ام لا ؟".
وبعد زمان بينما كان القديس انطونيوس جالسا فى الصحراء مع الاخوه وقع فجأه فى دهشه ، فرأوه يبكى وينتحب ، يركع ويصلى وينتف شعره فقال له تلاميذه :" ماذا حدث ايها الاب ؟" فقال لهم الشيخ " عمود عظيم للكنيسه سقط فى هذه الساعه ، اعنى ذلك الشاب الذى اطاعته الحمير
قد سقط فى قانون حياته " وارسل الشيخ اثنين من تلاميذه اليه . فلما رأى تلاميذ انطونيوس بكى
وناح واهال تراب على رأسه وسقط امامهم قائلا : " اذهبوا قولوا لانبا انطونيوس ان يطلب الى الله ان يمهلنى عشرة ايام لعلى اتوب ". لكنه قبل ان يتم خمسة ايام توفى ولم يمكث طويلا ليقدم
توبه عن خطيتئته : .
+ قال انبا انطونيوس : " انى ابصر مصابيح من نار محيطه بالرهبان ، وجماعه من الملائكه يأيديهم
سيوف ملتهبه يحرسونهم ، وسمعت صوت الله القدوس يقول " لا تتركوهم ماداموا مستقيمى الطريقه " ، فلما ابصرت هذا ، تنهدت وقلت : " ويلك ياانطونيوس ، ان كان هذا العون محيط بالرهبان ، والشياطين تقوى عليهم ! " فجاءنى صوت الرب قائلا " ان الشياطين لا تقوى على احد ، لانى منحين تجسدت ، سحقت قوتهم عن البشريين ، ولكن كل انسان يميل للشهوات ، ويتهاون بخلاصه ، فشهوته هى الت تصرعه وتجعله يقع ، فصحت قائلا: طوبى لجنس الناس وبخاصة الرهبان لان لنا سيد كهذا رحيما ومحبا للبشر " .
+ ودفعة جاء شيخ كبير فى زيارة الانبا انطونيوس فى البريه ، وهو راكب حمار وحش ، فلما رأه الشيخ قال " هذا سفر عظيم ، ولكنى لست اعلم ان كان يصل الى النهايه ام لا " .
( د ) يوجد نظير له
اعلن الرب لانبا انطونيوس انه فى المدينه الفلانيه يوجد رجل يماثله ، وهو طبيب يعمل ويوزع كل ما يحصل عليه على الفقراء والمحتاحين ، ويقدم للرب تماجيد مع الملائكه ثلاث مرات يوميا . يوجد من يفوقه ايضا :
بينما كان القديس يصلى فى قلايته سمع صوتا يقول : " ياانطونيوس انك لم تبلغ بعد ما وصله خياط
بالاسكندريه" فقام القديس عاجلا اخذ عصاه الجريد ووصل الى الخياط . فلما نظر الخياط الشيخ ارتعد .سأله القديس " ما هو عملك وتدبيرك " اجابه الخياطانى لا اظن اننى اعمل شيئا من الصلاح
غير انى انهض مبكرا وقبل ان ابكأ عمل يدى اشكر الله واباركه واجعل خطااى امام عيتى واقول : " ان كل الناس اللذين فى المدينه يذهبون الى ملكوت السموات لاعمالهم الصالحه اما انا فسأرس العقوبه الابديه لخطاياى " واكرر هذا الكلم عينه فى المساء قبل ان انام .
لما سمع القديس منه هذا الكلام قال لع : حقا كالرجل الذى يشتغل فى الذهب ويصنه اشياء جميله ونقيه فى هدوء وسلام هكذا انت ايضا فبواسطة افكارك الطاهره سترث ملكوت الله بينما انا الذى قضيت حياتى بعيدا عن الناس منعزلا فى الصحراء لم ابلغ بعد ما بلغته انت .
( و) ترديد اسم المسيح:
قال : ان جلست فى خزانتك قم بعمل يديك .. ولا تخل اسم الرب يسوع ، بل امسكه بغقلك ورتل به بلسانك وفى قلبك قل : ياربى يسوع المسيح ارحمنى ياربى يايسوع المسيح اعنى . وقل له ايضا .. انا اسبحك ياربى يسوع المسيح .
من هو انطونيوس ؟
قال احد الاخوه : ارانا انبا صيصوى مغارة الانبا انطونيوس حيث كان يسكن : " هوذا فى مغارة اسد يعيش ذئب
القديس مقاريوس الكبير
خروجه الى البريه
هروبه من القسيسيه :
جاء عن القديس مقاريوس الكبير انه قال :
انى فى حال شبابى كنت جالسا فى قلايه فى مصر فأمسكونى وجعلونى قسا لضيعه ( قريه ) واذا لم اؤثر ان اتقلد هذه الرتبه هربت الى مكان اخر . حيث كان يأتينى رجل علمانى تقى وكان يخدمنى ويبيع عمل يدى .
تجربته الاولى :
وفى يوم من الايام حدث ان بتولا فى ذلك المكان سقطت فى زنى وحملت فلما اشهرت سألت عمن فعل معها هذا الفعل فقالت المتوحد ..؟!
وسرعان ما خرجوا اخذونى باستهزاء مريع الى القريه وعلقوا فى عنقى قدورا قذره جدا واذان جرار مسوده مكسوره .
وشهروا بى فى كل شارع من شوارع القريه وهم يضربوننى قائلين : ان هذا الراهب افسد عفة ابنتنا البتول ، أخزوه ، وهكذا ضربونى ضربا مبرحا قربت بسببه الى الموت الى ان جاءنى احد الشيوخ فقال لهم الى متى هذه الاهانه اما يكفيه كل ذلك خجلا فكانوا يشتمونه قائلين ها هو المتوحد الذى شهدت له بالفضل ، انظر ماذا فعل . واخيرا قال والدها : ان نطلقه حتى يأتينا بضمان
انه يتعهد القيام بأطعامها ويدفع نفقه لولادتها على ان يتربى الطفل ، فدعوت الاخ الامين الذى كان
يخدمنى وقلت له : ( اصنع محبه وأضمنى ) فضمننى ذلك الرجل واطلقونى بعد ذلك فمضيت الى قلايتى وقد كدت ان اموت . ولما دخلت قلايتى اخذت اقول لنفسى : " كد يامقاره فقد صار لك امرأه
. الان يامقاره قد وجدت لك امرأه وبنون فينبغى ان تعمل ليلا ونهارا لقوتك وقوتهم "
وهكذا كنت اعمل قففا وادفعها الى ذلك الرجل الذى كان يخدمنى فيبيعها ويدفع للمرأه . حتى اذا ولدت تنفق على ولدها .
ولما حان وقت ولادة الشقيه مكثت اياما كثيره وهى معذبه وما استطاعت ان تلد . فقالوا لها : ما هو هذا ؟.. ما هو ذنبك فها انت بعد قليل تموتين ؟.."
فقالت :" ان كل ما اصابنى كان بسبب انى ظلمت المتوحد واتهمته وهو برئ لانه ما فعل بى شيئا قط .لكن فلان الشاب هو الذى تحايل على وفعل بى هذا "
فجاء الى خادمى مسرورا وقال لى : ان تلك البتول ما استطاعت ان تلد حتى اعترفت قائله : " ان المتوحد لا ذنب له فى هذا الامر مطلقا ، وقد كنت كاذبه فى اتهامى له ". وهااهل القريه كلهم عازمون على الحضور اليك ويسألونك الصفح والغفران وما ان سمعت هذا الكلام من خادمى اسرعت هاربا الى الاسقيط وهذا هو السبب الذى من اجله جئت الى وادى النطرون . .
اب الرهبان :
قيل ان الانبا مقاريوس انه بنى لنفسه قلايه غربى الملاحات وسكن فيها وصار يضفر الخوص ويعيش
من عمل يديه ويعبد الله كنحو قوته .. فلما سمع به اناس حضروا اليه وسكنوا معه . فكان لهم ابا ارشدا . وكثر الذين يحضرون اليه فكان يلبسهم الزى ويرشدهم الى طريق العباده .
فلما كبرعددهم بنوا لهم كنيسه هى الان موضع البلااموس . فلما ضاق بهم المكان ولم تعد الكنيسه تسعهم تحول الاب من ذلك المكان وبنى كنيسه اخرى .
فضائله:
1- فاعلية صلاته:
انطلق الا مقاريوس مره من الاسقيط حامل زنابيل فأعبى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الارض وصلى قائلا : انت تعلم انه ما بقى فى قوه واذا به يجد نفسه على شاطئ النهر .
وداعته وتواضعه :
+ اتى الاب مقاريوس يوما من الاسقيط حاملا زنابيل فأعى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الارض وصلى قائلا : يارب انت تعلم انه ما بقى فى قوه واذا به يجد نفسه على شاطئ النهر
وداعته وتواضعه:
اتى الاب مقاريوس يوما من الاسقيك الى نيرس فقال له الشيوخ : قل كلمه للاخوه ايها الاب فأجابهم قائلا : انا لم اصر بعد راهبا لكنى رأيت رهبانا .. فقد كنت يوما جالسا فى الاسقيط فى الغلايه واذا افكار تأتينى قائله : أذهب الى البريه الداخليه وتأمل فيما تراه هناك . ومكثت مقاتلا لهذا الفكر خمس سنوات ظانا انه من الشيطان . لكنى لما وجدت الفكر ثابتا مضيت الى البريه فصادفت هناك بحيرة ماء وفى وسطها جزيره فيها وحوش بريه وقد جاءت الى الماءتشرب وشاهدت بينها رجلين مجردين ( عاريين ) فجزعت منهما لانى ظننت انهما روحان ، لكنهما لما رايانى خائفا جزعا خاطبانى قائلين : لا تجزع فأننا بشريان مثلك فقلت لهما : من انتما ؟.. وكيفاجئتما الى هذه البريه؟.. فقالا لى :
"كنا فى كنونيون وقد اتفقنا على ترك العالم ، فخرجنا الى هاهنا . ولنا اربعون سنه " وقد كان احدهما مصريا والاخر نوبيا فسألتهما كيف اصير راهبا فقالا لى : ان لم يزهد الانسان فى كل امور العالم فلن يستطيع ان يصير راهبا . فقلت لهما : انى ضعيف فما استطيع ان اكون مثلكما . فسألتهما : اما تبردان ان صار شتاء . واذا صار حر الم يحترق جسدكما ؟ ..
فأجابانى : ان الله قد دبر لنا الا نجد فى الشتاء بردا ولا يضرنا فى زمن الحصاد حر ، واخيرا قال القديسللاخوه : لذلك قلت لكم انى لم اصر بعد راهبا؟.. بل رأيت رهبانا فأغفروا لى . واورد بلاديوس تفسيرا جاء فيه:
قال الاخوه : ماذا قصد الراهبان فى قولهما لانبا مقاريوس :
" ان لم تقدر ان تكون راهب مثلنا ، اجلس فى قلايتك وابكى على خطاياك ".
اجاب شيخ : لانهما عرفا ان الراهب بالحقيقه هو الجل الذى استطاع ان يكون منعزلا بجسده ، مقيما فى حياة التأمل والسكون ، عمالا ابلروح والجسد ، متضعا ، باكيا كل يوم على خطاياه ، قاطعا من نفسه كل زكريات الشهوه ، والافكار المقلقه متئملا فى الله وكيف يحيا باستقامه ، وذلك مثلما قال الطوباوى اوغريس : " ان الراهب النفرد عن العالم هو من قطع من نفسه كل حركات الشهوه وثبت فى الرب بكل افكار روحه ".
+ قيل له فى اجدى المرات كان ابا مقاريوس عابرا فى الطريق حاملا خوصا عندما قابله الشيطان واراد ان بقطعه بمنجل كا ممسكا به فى يده . ولكنه لم يستطيع ان يفعل هذا ، وقال له يامقاريوس
انك تطرحنى على الارض بقوه عظيمه ، ولا استطيع ان أغلبك . ولكن انظر هوذا كل عمل تعمله انت استطيع انا ايضا ان اعمله . انت تصوم وانا لا اكل ابدا ، انت تسهر وانا لا انام مطلقا ، ولكن هناك شيئا واحدا به تغلبنى حينئذ قال مقاريوس له : وما هو هذا ؟.. فقال الشيطان انه تواضعك . لانه من
اجل هذا لا اقدر عليك فبسط القديس يده للصلاه ، وحينئذ اختفى الشيطان .
+ وورد ايضا انه مره ما امسك الشيطان سكينا ووقف على ابا مقاريوس مريدا ان يفطع رجليه . ولما لم يقدر ان يفعل هذا من اجل تواضع الشيخ ، أجاب وقال له " كل شئ تملكه ، نملكه نحن ايضا ولكنك بالتواضع فقط تتغلب علينا " ..+ قيل عن ابا مقاريوس : انه كان عندما يقترب اليه الاخوه فى خوف كما الى شيخ عظيم وقديس . لم يكن يجيبهم بكلمه وعندما كان اخ يقول له فى استهزاء : ايها الاب لو كنت جملا ما كنت تسرق النطرون وتبيعه ، واما كان الجمل يضربك ؟.. فأنه كان يرد عليه وان كان احد يغضب بكلمه او بكلمات مثل هذه ، فأنه كان يجيب على كل سؤل يوجه اليه
وقال بلاديوس :
ان مقاريوس الطوباوى كان يتصرف مع جميع الاخوه بدون اى ظن شئ . وقدسأله بعض الناس :
"لماذا تتصرف هكذا ؟" فأجابهم : " انظروا ، اننى ابتهلت الى الرب مدة اثنتى عشرة سنه من اجل هذا الامر ان يمنحنى هذه الموهبه ، فهل تنصحونى بأن اتخلى عنها ؟ ! " لو ان انسانا اقترف اسما تحت بصر انسان معصوم من الخطيه فليعف ذلك المعصوم نفسه وحده من الاشتراك فى حمل قصاص من سقط .
ومن امثلة تواضعه ايضا استرشاده بمن هو اصغر منه وذلككما ورد فى القصه التاليه : قالا ابا مقاريوس : ضجرت وقتا وانا فى الفلايه ، فخرجت الى البريه وعزمت ان اسأل اى شخص اقابله من اجل النتفعه ، واذا بى اقابل صبيلا يرعى بقرا ، فقلت له : " ما ذا افعل ايهاالولد فأنى جائع
فقال لى : كل . فقلت : أكلت ، ولكنى جائع ايضا . فقال لى : كل دفعه ثانيه فقلت له انى اكلت
دفعات كثيره ولازلت جائعا . فقال الصبى : " لست اشك فى اشك فى انك حمار ياراهب ،لانك تحب
أن تأكل دائما ". فأنصرفت منتفعا ولم ارد له جوابا .
-3 محبته للوحده :
واذ كان يتضايق الان عددا كبيرا من الناس كانوا يأتون ليتباركوا منه لذلك دبر الخطه التاليه :
حفر سردابا فى قلايته .. ووضع فيها مخبأ ذا طول مناسب ، يمتد من قلايته الى بعد نصف ميل وعند
نهايته حفر مغاره صغيره . وعندما كانت تأتى اليه جموع كثيره من الناس فتعكر وحدته ، كان يترك
قلايته سرا ، ويمر عابرا فى السرداب دون ان يراه احد ، ويختبئ فى المغاره حيث لا يقدر احد ان يجده وقد اعتاد ان يفعل هذا كلما كان يرغب فى الهروب من المجد الباطل الذى يأتى من الناس "
وقد قال لنا واحد من تلاميذه الغيورين انه تركه فى القلايه الى المغاره كان يتلو 34 ربعا ( استيخن )
وفى رجوعه 34 اخرى . وحينما كان يذهب من قلايته الى الكنيسه ، كان يصلى 34 صلاه فى عبوره
الى هناك ، و 34 اخرى فى رجوعه " .
دفعه سأل الاخوه شيخا قائلين :
اعتادوا ان يقولوا انه من عادة ابا مقاريوس من ان يفر اللى قلايته اذا سرحت الكنيسه . والاخوه قالوا : ان به شيطان لكنه يعمل عمل الرب . فمن هم الذين قالوا ان به شيطان ؟ .. وما هو عمل الرب الذى اعتاد ان يعمله ؟ ..
قال الشيخ : كان المتهاونون يقولون ان به شيطانا ، فعندما يرى ابلايس ان رهبان الدير يعيشون فى حياه روحيه مباركه فان الشيطان تحرك الاخوه المتهاونين ان يثيروا حربا ضدهم بالاهانه والانتهار ، والاغتياب ، والافتراء والمحاكمات التى يسببونها لهم .
اما عمل ابا مقاريوس بفراره الى قلايته فكان :صلاه مصحوبه ببكاء ودموع طبقا لما حدث به ابا اشعيا قائلا " عندما ينصرف الجمع او عندما نقوم عن الغذاء ، لا نجلس لنتحدث عن اى انسان ، لا فى امور العالم ولا فى امور روحيه بل امض الى قلايتك وانك على خطاياك " كما قال القديس مقاريوس الكبير للاخوه الذين كانوا معه : فورا يااخوه . فقال الاخوه : ايها الاب . كيف نهرب اكثر من مجيئنا الى البريه ؟ فوضع يده على فمه وقال : من هذا فروا وفى الحال فى كل واحد الى قلايته وصمت .
+ اعتاد ابا مقاريوس ان يقول للاخوه بخصوص برية الاسقيط " عندما ترون قلالى قد اتجهت نحو
الغابه اعرفوا ان النهاية قريبه . وعندما ترون الاشجار قد غرست الى جوار الابواب ، اعلموا ان النهابه
على الابواب . وعندما ترون شبانا يسكنون فى الاسقيط ، احملوا امتعتكم وارحلوا " .