قصة قصيرة
جورج واشنطن وشجرة الكريز
جورج واشنطن وشجرة الكريز اعتاد واشنطن أن يأخذ ابنه الصغير معه إلى مزرعته ليتعلم ركوب الخيل والاهتمام بحقوله وخيله وقطعان الغنم. اهتم واشنطن بغرس حديقة فواكه تضم أشجار تفاح وكمثرى وخوخ... وإذ سمع أحد أصدقائه أهداه شجرة كريز مسْتوردة من وراء المحيط، وكانت من نوعٍ جيدٍ. نمت الشجرة وامتلأت بالزهور وكان واشنطن يترقب الثمار بفرح إذ هي شجرة الكريز الوحيدة. بعد أيام إذ كان الصغير جورج معه منشار جديد يلمع... كان يلعب به، ينشر بعض فروع الشجر الجافة وغيرها، وإذ كان ممسكًا بالمنشار كان يقطع كل ما يعبر عليه. رأى شجرة الكريز، وإذا كان يلعب بمنشاره ضرب به ساق الشجرة الصغيرة فسقطت للحال! مع الغروب عبر واشنطن على الشجرة فرآها ساقطة. وقف في دهشة يتساءل: من الذي تجاسر وقطع هذه الشجرة؟ سأل المزارعين ولم يجسر أحد أن يخبره بالحقيقة أن ابنه جورج فعل ذلك. عبر جورج بوالده، فسأله واشنطن بحدة وغضب: "جورج، أتعرف من الذي قتل شجرة الكريز؟ بدأت علامات الحزن على وجه جورج وهو يقول: "أبى إني لا أستطيع أن أكذب! أنا قتلتها بمنشاري الجديد". في حزم شديد قال واشنطن لابنه: "اذهب الآن إلى المنزل!" عاد جورج حزينًا إلى منزله وجلس في المكتبة يترقب مجيء والده وهو مُرً النفس، مدركًا مدى حزن أبيه على شجرة الكريز. بعد قليل دخل واشنطن الحجرة ونادى ابنه: - جورج تعال. اخبرني لماذا قطعت الشجرة؟ - كنت ألعب بالمنشار، ولم أكن أفكر فيما كنت أفعله. - الآن قد ماتت الشجرة. إنها ثمينة عندي جدًا. وهي شجرة الكريز الوحيدة لديّ. - أسف يا أبي. في حنان أبوي وضع واشنطن يده على كتف ابنه، وهو يقول: - إني آسف إني فقدت اليوم شجرة الكريز. لكنني كسبت الكثير أيضًا. - ماذا كسبت؟ - أدركت أنك شجاع تنطق بالحق. إني أُفضل أن يكون لي ابن صادق وشجاع عن أن تكون لديّ حديقة مملوءة بأفضل أنواع أشجار الكريز. لم ينسَ جورج واشنطن هذه الكلمات كل أيام حياته، فسلك في حياته بروح الشجاعة والأمانة كل أيامه. هب لي يا رب روح الصدق، أعطني الشجاعة لأنطق بالحق! هذا هو عمل روحك القدوس، يا أيها الحق الذي ليس فيه باطل!