إن حديقة النفس تحتاج إلى ينبوع ماء حتى يزهر البستان حين يروى بأستمرار من تلك المياة ، ويشرح لنا سفر لأمثال ذلك بطريقة رمزية حين يقول " لا تفض ينابيعك من الخارج ، سواقى مياة فى الشوارع ، لتكن لك وحدك وليس لأجانب معك (أم 5 : 16 - 17) هنا يجدون الوحى الألهى من أن يسلبنا أى أحد من مياه ذلك الينبوع وألا يأخذ من ذلك الينبوع لأن كلمة مختوم تفيد أن ينبوع الماء تحت الحراسة وهذا يرمز إلى عمل الروح الداخلى لأن كل الأفكار تنبع من الداخل دائماً ولكن حين ننجذب لتلك الأفكار ونخضع للأشياء التى تجذبنا فحينئذ نسقط - ولذلك نحن نتقدم دائماً نحو البر حين نرفض تلك الأفكار الشريرة .
فالأنسان حين يتحول بفكره نحو الشر فهو يعطى نبع مائة للغرباء وعندئذ يزداد الشوك فى بستانه وتجف وتنشف النباتات المفيدة حين لا تروى نفوسنا من الأفكار الجيدة ، والآن يجب أن نعلم أن الختم يحفظ صيانة ما نحميه لأن الختم يخيف اللصوص ويعيقهم عن أخذ أى شئ ، ويصير نبع الماء بكراُ لأنه لم ينتهك ويظل محفوظاً للرب وحده ، ونحن هنا ترى قمة المدح والمجد المقدم للعروس لأن فكرها أصبح طاهراً لم يمسه العدو بعد لأنها تحتفظ بنقاوتها وكمالها ، أنه ختم الطهارة الذى يحفظ النبع طاهراً للرب ، ويحفظ نقاوة القلب حين لا يتلوث بالأفكار الشريرة ، لأنه إذا ما أنشغل فكرنا بالفضائل التى هى نباتات غرس الله فإن النفس لن تهتم بتلك الأشياء الخارجية وسوف تسلك نحو الفضيلة والبر وعندئذ تختم ذاتها بخاتم الحق .
القديس أغريغوريوس