بعض القصص المسيحية واخري للخدمةقصة حكمة قرد
أصيب أسد بمرض أرهقه، وكانت رائحة كريهة تفوح من فمه، وبالكاد كان يسير في الغابة، يبحث عن فريسة، وإذ رأى حماراً سأله: «أيها الحمار العزيز إني أشعر بتعب شديد، وأود أن أسألك، هل تفوح من فمي رائحة كريهة؟!»
أجابه الحمار الأحمق: «نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق». ظناً أنه يقول كلمة الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار، وهو يقول له: «كيف تتجاسر أيها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود»، وافترس الأسد الحمار.
بعد يومين عبر الأسد بدب، كان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما سبق أن سأل الحمار.
خاف الدب من الأسد فأجاب: «سيدي ملك الغابة، وسيد كل الحيوانات، إنني اشتم من فمك رائحة زكية رائعة، لم اشتمها من قبل». ظناً أنه يتكلم بحكمة.
زأر الأسد وقال له: «يا أيها الدب المخادع، إنك مرائي، كيف تقول هذا وأنا اشتم رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة»، ثم هجم عليه وافترسه.
بعد أيام قليلة عبر على قرد، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلق شجرة، وإذ كان الأسد جائعاً، توسل إلى القرد لكي ينزل ويشم رائحة فمه. أما القرد الذي سمع عما فعله الأسد مع الحمار والدب، فقال للأسد: «سيدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقق لك طلبتك، لكنني اعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتم شيئاً بسبب مرضي».
ونجا القرد من الأسد المفترس لأنه لم يرد أن يدخل فيما لا شأن له به.
لا تكن حماراً أحمق، ولا دباً مخادعاً، لا تكن لك عينان باحثتان ومتتبعتان لكل من حولك، لا تلقِ بأذنيك خلف الأبواب وتحت الكراسي، لا تحاول أن ترى كل شيء، أو أن تسمع كل شيء عن أي شخص وفي أي مكان، لا تنشغل بأمور الناس وأحوالهم، فتنشغل بذلك عن أمورك الشخصية، فتفقد سلامك وراحتك، وتفقد كل الأفراح.
فهناك فرق كبير بين البحث عن المعرفة وسعة الأفق، ومعرفة أخبار الناس وأحوالهم وأسرارهم وتتبع حياتهم الخاصة، والتدخل في شئونهم.
قصة القطار المكسور
صرخ وليد قائلاً وهو يبكى "قطارى انكسر" قالت له أخته داليا "لا تبك ربما جدو يستطيع أن يصلحه لك". فأخذه وليد وذهب به إلى جده الذى أكد له أنه يستطيع أن يصلحه ويجعله يسير مرة أخرى. بدأ جدو فى الإصلاح ووليد يراقبه وهو يعمل فى القطار، وعندما رأى جدو يثنى إحدى العجلات قال له وليد "ليس هكذا يا جدو إنك سوف تكسر العجلة"، فقالت له أخته "أسكت ودع جدو يصلحه لك فهو يعرف كيف يصلحه".
سكت وليد وقام يتجول فى البيت، ثم رجع مرة أخرى ليرى ماذا يفعل جدو ثم قال له "أنت لا تركبه بطريقة صحيحة" قالت أخته بحزم "وليد توقف عن إعطاء التعليمات لجدو.. من الأفضل أن تتركه حتى ينتهى" قال وليد متذمراً "ولكنى أريد أن ألعب به الآن" ثم أمسك بالقطار وخرج من الغرفة. قال أخته "يا لك من طفل عنيد" ثم نظرت لجدو وقالت: "لقد أعطاك القطار لتصلحه ثم أخذه دون أن يعطيك الفرصة الكافية لتنتهى من إصلاحه"!
ماذا عنك؟ هل تأتى بمشاكلك وقلقك واحتياجاتك إلى الله فى الصلاة؟ هل تستمر فى القلق بعد أن تسلم الأمر لله؟ تعامل مع الموقف وأنت واثق أنه فى يدى الله. ثق فى الله لترى كيف يتصرف فى مشكلتك. "انتظر الرب واصبر له" (مزمور 7:37).
يا رب أشكرك لأنك تهتم بكل ظروفى. يا رب ساعدنى أن أضع احتياجى أمامك واثق أنك تستطيع أن تتدخل. ساعدنى أن أنتظر لأرى استجابتك.
قصة جيمي ديورانت
اكتسب جيمي ديورانت Jimmy Durante (ولد 1893 - توفي 1980) شهرة كوميدية بسبب حجم أنفه. ولكن رغم أنَّ أنفه قد أكسبه مالاً كثيراً فقد كانت مصدر مضايقة له طوال حياته. وقال في إحدى المرات:
"في كل مرة كنت أنزل فيها إلى الشارع، كنت أسمع : "أنظر إلى كبر أنف هذا الطفل"، وحتى لو لم يقولوا شيئاً على الإطلاق " كنت أتوقع وأعتقد أنهم يقولون : ما أقبح هذا الولد! " ومع أنني كوّنت ثروة بسبب الأنف الكبير، كان الناس يضحكون حينما أقف على خشبة المسرح بسبب الأنف الكبير، لم أكن أبداً سعيداً بحجم أنفي الكبير.
لكن الرب يؤكد لنا بأنه هو الذي صنعنا، فتكوين شخصيتنا الجسماني أو العقلي أو العاطفي هو من عمل الله وقد عمله بكل وعي "لأنّك أنت اقتنيت كُليتيَّ. نسجتني في بطن أمّي" (مزمور 139 : 13)
ما أروع هذا الأمر! لقد كوَّن الله كلاً منا في الرحم بعناية وبحب وبقصد جامعاً معاً الجسد والروح.
إنّ جسدك وشخصيتك هما من صنع ذاك الذي هو كلّي الحكمة وكلّي الحب والصلاح الكامل أي أنه هو الكامل وبينما أنت غير كامل بسبب نتائج الخطية، فإنك خُلِقت نتيجة فكر الله وعمله، هو الذي لا يمكن أن يُخطئ.
عزيّ نفسك بهذا : يمكنك أن تثق في الله الذي صنعك.
اعترف أنَّ الله هو الذي صنعك كما أنت، وحينئذٍ ستقبل نفسك كما أنت.
[
قصة لماذا مات؟!
حدث ان شاباً كان يعيش في احدى المدن ويتحلى بسمعة طيبة وأخلاق حميدة متمتعاً بنظرة رضى واستحسان من كثيرين من أهالي بلدته لكنه وللأسف تورط في احد الأيام بلعب الورق مع بعض اصحابه حيث احتد وفقد اعصابه وما كان منه الا ان سحب مسدسه واطلق النار على خصمه في اللعب فقتله. فألقي القبض عليه وسيق الى المحكمة وحكم عليه بالاعدام شنقاً.
لكن بسبب ماضيه الممدوح واخلاقه المرضية فقد كتب اقرباؤه ومعارفه واصدقائه عرائض استرحام كانت تحمل تواقيع كل أهل البلدة تقريباً وفي خلال فترة قصيرة سمع أهل المدن والقرى المجاورة بالقصة وتعاطفوا من الشاب المسكين فاشتركوا في توقيع عرائض استرحام أخرى.
بعد ذلك قُدمت هذه العرائض الى حاكم المنطقة والذي حدث انه كان مسيحياً مؤمناً وقد ذُرفت الدموع من عينيه وهو يرى مئات الاسترحامات من أهل البلدة والبلدان المجاورة تملأ سلة كبيرة أمامه. وبعد تأمل عميق قرر ان يعفو عن الشاب، وهكذا كتب أمر العفو ووضعه في جيبه من ثم لبس ثوب رجل دين وتوجه الى السجن.
حين وصل الحاكم الى زنزانة الموت، نهض الشاب من داخلها ممسكاً بقضبانها الحديدية قائلاً بصوت غاضب : " اذهب عني، لقد زارني سبعة على شاكلتك حتى الآن، لست بحاجة الى مزيد من التعليم والوعظ. لقد عرفت الكثير منها في البيت."
قال الحاكم "ولكن"، "ارجو ان تنتظر لحظة ايها الشاب، واستمع الى ما سأقوله لك "
صرخ الشاب بغضب "اسمع"، "أخرج من هنا حالاً والا فسأدعو الحارس."
قال الحاكم بصوت مرتفع "لكن ايها الشاب"، "لدي أخبار تهمك جداً، ألا تريدني أن أخبرك بها؟"
رد الشاب "لقد سمعت ما سبق وقلته لك!"، "أخرج فوراً والا فسأطلب السجان".
أجاب الحاكم "لا بأس"، وبقلب مكسور استدار وغادر المكان. وبعد لحظات وصل الحارس وقال للشاب:
"انت محظوظ لقد حظيت بزيارة من الحاكم."
صرخ الشاب "ماذا!"، "هل كان رجل الدين هذا هو الحاكم؟"
أجاب الحارس "نعم انه الحاكم، وكان يحمل لك العفو في جيبه لكنك لم ترد ان تسمع وتصغي الى ما سيقوله لك."
صرخ الشاب بأعلى صوته "أعطني ريشة، أعطني حبراً، هات لي ورقاً ". ومن ثم جلس وكتب ما يلي: "سيدي الحاكم، أنا أعتذر لك، وأني آسف جداً لما بدر مني وللطريقة التي استقبلتك بها.. الخ."
استلم الحاكم رسالة الاعتذار تلك، وبعد أن قرأها قلبها وكتب على الوجه الآخر للورقه: "لم تعد تهمني هذه القضية."
بعدها جاء اليوم المعيّن لتنفيذ الحكم في الشاب. وعند حبل المشنقة توجه له السؤال التقليدي المعروف. "هل هناك ما تريد قوله قبل أن تموت؟."، قال الشاب "نعم":
"قولوا للشباب حيث كانوا انني لا أموت الآن بسبب الجريمة التي اقترفتها. أنني لا أموت لأنني قاتل! لقد عفا الحاكم عني، وكان يمكن أن أعيش. قل لهم انني أموت الآن لأنني رفضت عفو الحاكم ولم أقبله، لذلك حرمت من العفو."
والآن يا صديقي، ان هلكت فذلك ليس بسبب خطاياك، بل لأنك لم تقبل العفو الذي يقدمه لك الله في ابنه. لأنك ان رفضت قبول يسوع المسيح، رفضت رجاءك الاوحد للخلاص؟
"الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد." يوحنا 3 :18. ذلك هو سبب دينونتك يا صديقي. إن قبولك للمسيح يعني الرجاء.. يعني التوبة.. يعني التخلص من الخطايا..
لا تخدع نفسك بأنك يجب أن تصير شخصاً يستحق المسيح أولاً ثم تقبله، يجب أن تدخل في عشرة وعلاقة مع المسيح حتى تصبح إنساناً آخراً..
قم الآن، وانزع عنك رباطات الماضي.. وإبدأ في حياة جديدة مع الله.. وتذكر أن التوبة ليست حياة.. بل هي مرحلة في الطريق إلى الله..
قصة طائر الزرقا
مجدي وماجد شابان متغربان ينتميان إلى أسرة غنية جداً. إذ أقترب موعد عيد الأم كانا يتنافسان في تقديم هدية قيمة وجذابة لأمهما.. وكانا في حيرة ماذا يقدمان لأمهما الثرية جداً والتي لا ينقصها شئ. كانا يبحثان عن هدية لأمهما. أخيراً سمع مجدى عن طائر الزرقا الجميل الشكل جداً، والقادر على أن يتعلم خمس لغات.
اشترى مجدى الطائر الذي دفع ثمنه عدة آلاف من الدولارات وأرسله إلى والدته بالبريد مع كارت جميل وكلمات رقيقة عبر بها عن حبه وتقديره لأمه.
كان مجدي يترقب بين لحظة وأخرى مكالمة تليفونية من والدته ليسمع منها رأيها فى هذه الهدية القيمة والجميلة.
حل عيد الأم وانتظر حتي الظهيرة ثم اتصل بوالدته ليهنئها بالعيد. لم تشر الوالدة إلى الهدية، فتعجب مجدى.
ـ هل وصلت الهدية يا أماه ؟
- أشكرك يا مجدي على الكارت اللطيف وكلماتك الرقيقة ؟
ـ هل استلمتى الطائر يا أماه؟
ـ نعم يا ابنى! أشكرك فإن لحمه طعمه لذيذ!
صدم مجدي فقد ذبحت والدته الطائر الذي كلفه عدة آلاف من الدولارات، وكان يترقب أن تعلمه والدته بعض اللغات فتجد تسليتها في الحديث معه.
للأسف إنها لم تعرف قيمة العطية!
هذا ما نفعله كثيراً حين يقدم لنا الله عطايا ومواهب لا تقدر بثمن فنستخدمها لا كما يليق، حسبما يريد الله، إنما نستخدمها لإشباع شهواتنا وملذاتنا الجسدية.
+ إلهى وهبتنى الحب لأتشبه بك يا كلى الحب.
فى غباوتى حولته إلى شهوة رخيصة!
+ وهبتنى دافع الغضب لأثور ضد شري.
فاستخدمه ضد اخوتي، فأقتل سلامي الداخلى!
+ وهبتنى دافع الخوف لأخشي كل فساد.
فاستخدمته لتحطيم نفسيتى وهلاكها!
+ هب لى روح الحكمة والتميز،
فأعرف بروحك القدوس أن أوجه كل عطاياك لى!
[
www. قصة أنا زعلان من ربنا!
زار أبونا بيشوي كامل مريضاً يعاني من آلام شديدة في ظهره؛ وإذ كان أبونا يعزيه بكلمة الرب. وفي مرارة قال الرجل:- "أنا لا أطلب الشفاء التام! كل ما أطلبه أن يعطيني قوة لكي أقف للصلاة، وأن ينزع عني الصداع الشديد لكي أركز في الصلاة! وسط آلامي لا أقدر أن أركز حتى لأتلو الصلاة الربانية".
- لا تخف فإن كنت عاجزاً عن الحضور إلى الكنيسة، أو الوقوف للصلاة، أو التركيز حتى لتلاوه الربانية، لكنك تشارك السيد المسيح الساقط تحت الصليب. أشكره لأنك تشاركه آلامه؛ فقد كان السيد يئن من آلام ظهره بسبب ثقل الصليب لأجلك.
بعد أيام جاءه الرجل في الكنيسة، وقد استقبله أبونا بابتسامته المعهودة وبشاشته المعروفة. قال الرجل: "أنا (زعلان) من ربنا. حينما استعذبت الألم؛ وحسبت نفسي غير أهل لمشاركة مسيحي آلام ظهره، رفع الألم عن ظهري وشفاني!"
لقد حسب أبونا بيشوي مشاركة السيد آلامه عبادة فائقة، حتى إن حرم الألم الإنسان من الدخول إلى بيت الرب والوقوف للصلاة، إذ يتحول المؤمن المتألم إلى هيكل للمصلوب، وتصير حياته نفسها صلاة دائمة!
أذكر أنه كان لي زميل في خدمة التربية الكنسية، وكان يشتهي الحياة الرهانية وكان أب اعترافه راهباً يطلب إليه ألا يتعجل الذهاب إلى الدير. جاءه يوماً في مرارة يشتكي: أشعر أن وقتي ضائع! أريد أن أتفرغ للعبادة. هذا مع متاعب كثيرة وضيقات في العمل!" أجابه الأب في حكمة: "سيأتي اليوم الذي فيه تتفرغ للعبادة، لكن انتظر واصبر، فإنك تتعلم الآن حياة الصبر وطول الأناة. الضيق الذي أنت فيه هو فرصة ثمينة لمشاركة السيد المسيح آلامه وصلبه بفرح! لا تحرم نفسك من التمتع بإكليل الشركة مع صليب مسيحك! من السهل جداً أن تُسبح الرب وتصلي بالمزامير وتدخل في تأملات وهي أمور ضرورية... لكن بدون الألم كيف تشارك المصلوب حبه الباذل؟!
أيها الطويل الأناة هب لي طول أناتك! هب لي أن أتهلل في طريق صليبك! لتمتزج عبادتي بشركة آلامك، فتتهلل أعماقي بك على الدوام!
[
قصة صدقوني، إن أحبه!
يحكي القمص تادرس يعقوب هذه القصة: منذ سنوات إذ كنت في طريقي إلى القاهرة لتدريس مادة الباترولوجي (أقوال الآباء وكتاباتهم) تعرفت على شخص جلس بجواري في الديزل. روى لي هذا الإنسان الذي يقترب من الستينات هذه القصة:
"أنا أعمل مدير في....، وعلاقتي بكل زملائي والمرؤوسين ممتازة، فنحن نعيش كما في جو عائلي.
بدأ رئيسي يضايقني بلا سبب. كان عنيفاً جداً معي، وكان حتى المرؤوسين لي متضايقين بسبي، إذ تربطني بهم علاقة حب.
بدأ يضغط أكثر فأكثر حتى أحسست أنه لا مفر لي سوى الخروج "على المعاش المبكر" خشية أن أُصاب بأزمة قلبية أو أي مرض خطير بسبب الضغط العصبي.
بدأت الفكرة تسيطر عليّ، لكنني قررت أن أذهب إلى أبي قير في شقة خاصة بي لأقضي أسبوعين خلوة مع إلهي قبل أخذ القرار النهائي. وبالفعل طلبت إجازة أسبوعين وذهبت بمفردي إلى أبي قير.
كرست هذين الأسبوعين للصلاة، خاصة بالمزامير، وكنت أتمتع بالكتاب المقدس في جو هادئ ممتع. نسيت كل مشاكلي ومتاعبي وطلبت مشورة إلهي. وجاء قراري في العمل مهما فعل! سأتحمله بفرح!
نسيت كل ما فعله بي رئيسي، وانطلقت في أول يوم بعد الأجازة مشتاقاً أن أراه، فقد اتسع قلبي بحبه جداً.
التقيت بزملائي والمرؤوسين الذين استقبلوني بحرارة كأحد أفراد الأسرة، ثم قالوا لي: "اخبرنا ماذا فعلت برئيسك؟ " قلت: " لماذا تسألوني هكذا؟" قالوا: "اليوم جنازته!" بكيت، وشعر الكل إني صادق في حبي له! قلت لهم:"صدقوني: إني أحبه!"
دُهش الجميع كيف أحب من يستخدم كل وسيلة لمضايقتي، ولم يدركوا أن الصلاة تهب الإنسان قلباً متسعاً بالحب، فلا يضيق لأية مشكلة!
عزيزي الفتى....
يبدو أن كل إنسان في العالم يجتاز ضيقاً، ليس لأن الحياة مؤلمة لكن لأن قلوبنا ضيقة لا تحتمل متاعب الحياة. الحاجة لا أن تزول الضيقات بل أن تتسع قلوبنا جدأ فلا تعاني من ضيقٍ مهما اشتد.
الالتقاء مع الله، الحب كله، يعطي اتساعاً، فتتهلل نفسك حتى إن مررت بضيقة.
لسنا ننكر واقعية الحياة بآلامها وأتعابها، لكن الصلاة سند لك لتحول دموعك إلى تعزيات سماوية. "عند كثرة همومي في داخلي، تعزياتك تلذذ نفسي".
+ هل يضيق قلبي بالهموم، وأنت ساكن فيِّ؟!
سكناك يحول قلبي إلى سماء،
فلا تستطيع آلام الحياة أن تأسرني،
ولا شرور الناس أن تؤذيني!
+ التقي بك وأتحدث معك، فيتسع قلبي بحبك.
أحب بالحق خلاصهم وسلامهم،
فأتلذذ بحياتي مهما اكتنفتها الآلام!
+علمني كيف أتحدث معك،
هب لي أن أقتنيك، فأحمل حباً صادقاً لكل إنسانٍ!
[
قصة لا تفقد الأمل فقد رجل اعمال منذ اعوام كل ما كان له، وفى ياس تام قال لزوجته: يا هولي، لقد تحطمنا ضاع كل ما لنا! اما زوجته التى كانت قد ساعدته فى الحصول على المكاسب العظيمة السابقة، فقد اقتربت منه وسالته عما يرمى اليه بهذا الكلام، فاجابها: اننى اعنى تماما ما قلته، لقد تحطمنا خسرنا كل شىء!
فقالت له زوجته، لكننى لازلت موجودة، ويمكننا ان نبدا فى العمل لنعيد ثروتنا مرة اخرى.
ثم تسلقت ابنته الصغرى ذات التسع سنوات ركبتاه واحتضنته بيديها وقالت: يا ابى وانا ايضا لازلت موجودة..
ثم وضعت والدته العجوز يديها المرتعشتين على راس ابنها وقالت يا ابنى لازال الله موجودا..
اما الوالد اليائس الحزين فقد تحقق انه لم يفقد كل شىء بعد، انه لايزال غنيا بالاشياء التى لا يمكن ان تؤخذ منه.
[
قصة بركة الأخوين
ورث اخوان عن ابيهما قطعة ارض اقتسماها مناصفة. كان الاول غنياً وبلا زوجة واولاد، اما الثاني فكان فقيراً، وكان متزوجاً وله اولاد كثيرون. ولما حان الحصاد جمع كل اخ منهما القمح في بيدره.
وفي اثناء الليل، قال الاخ الغني في نفسه: "اخي فقير وكثير الاولاد، وعلىّ ان ازيد بيدره". وقام في الليل وحمل كمية من بيدره ووضعها على بيدر اخيه وعاد الى النوم.
اما الاخ الفقير فقد قال هو ايضاً في نفسه: "أخي وحيدٌ ومسكين، والمال يفرح قلبه، عليّ ان ازيد بيدره". فقام من نومه وحمل كمية من بيدره ووضعها على بيدر اخيه وعاد الى النوم.
وفي الصباح، اكتشف كلٌ منهما ان البيدرين لم ينقصا... فكررا العملية في الليلة الثانية والثالثة والرابعة، وفي الليلة الرابعة التقيا معاً على حدود الارض وكل منها يحمل كمية من بيدره ليضعها فوق بيدر اخيه. فتعانقا وتعاهدا على المحبة الى الابد.